الخميس، 20 أغسطس 2009

Septuagint الترجمة السبعينية

الترجمة السبعينية

(( أولاً )) التعريف بها :

+++ هى ترجمة للعهد القديم ، من اللغة العبرية لليونانية .
+++ تمت فى القرن الثالث قبل الميلاد ،بأمرالملك المقدونى بطليموس فيلادلفيوس (إبن لاجوس )،الذى حكم من عام 323 ق.م. إلى عام 285 قبل الميلاد .
+++ إسمها (السبعينية) مشتق من عدد المترجمين ( 72) ، إذ قام بها 72 من علماء اليهود ، وإستخدمها كُتَّاب العهد الجديد وكذلك آباء الكنيسة طوال القرون التالية ، وكان اليهود يعتبرونها مقدسة وأن الله أوحى بكلماتها للعلماء الذين ترجموها . وكانت السبعينية هى المستعملة فى أيام السيد المسيح ، ولكن اليهود إنقلبوا عليها بعد قيامة المسيح ، عندما إستشهد المسيحيون بنبوءاتها التى تنطبق على السيد المسيح ، فقد كانت تشهد علي اليهود وتجتذب الكثيرين للإيمان . ( المراجع : تاريخ الكنيسة ليوسابيوس : الهامش السفلى للفقرة 11 من الفصل 8 من الكتاب 5 + قاموس الكتاب المقدس ص768 . وآخرون )




(( ثانياً )) قيمتها ودقتها :


+++ كانت لها ظروف عجيبة ، حتى أن اليونانيين (الوثنيين حينذاك) إعترفوا بأن هذه الترجمة قد تُرجمت بمعجزة إلهية .

++ وعن ذلك قال القديس إيريناوس (وهوتلميذ تلميذ القديس يوحنا الرسول ) :- (( قبل أن يؤسس الرومانيون إمبراطوريتهم ، حين كان المقدونيون لا يزالون قابضين على زمام الحكم فى آسيا ، طلب بطليموس ( الملك المقدونى ) من شعب أورشليم ( أى اليهود) ترجمة أسفارهم إلى اللغة اليونانية ، لرغبته في تزيين المكتبة التى أنشأها في الاسكندرية بأحسن الكتب .. فأرسلوا إليه سبعين شيخا ، هم أكثر اليهود خبرة بالأسفار المقدسة ، وأقدرهم في كلتا اللغتين .. وإذ أراد الملك أن يختبرهم ، لخشيته من أن يتواطأوا - في ترجمتهم - لإخفاء حقائق الأسفار ، فإنه فرّقهم عن بعضهم ، وأمر كلا منهم - على حده - بأن يقوم بعمل ترجمة مستقلة كاملة لكل الأسفار . فلمـّا تم الأمر ، أحضرهم أمامه ، وتمت مقارنة ترجماتهم . فتمجد الله وإعترف بطليموس بأن الأسفار هى إلهية حقا ، لأن كل واحد منهم قدّم نفس الترجمة التى قدّمها الآخر ، بنفس الكلمات والأسماء ، من البداية للنهاية، حتى أن الوثنيين أدركوا أن الأسفار قد ترجمت بوحى من الله )) . المرجع : تاريخ الكنيسة – يوسابيوس القيصرى – الكتاب الخامس – فصل 8 – أقوال إيريناوس عن الأسفار الإلهية – الفقرات 11 – 15 .

++++ كما أن الفيلسوف الشهيد يوستينوس ( النصف الأول من القرن الثانى) ، شهد للترجمة السبعينية ، ففى حواره مع الفيلسوف اليهودى تريفو ، قال :- (( حُفطت نبوءات الله عند اليهود ، بعناية ، فى أسفارٍ مكتوبة باللغة العبرية ... فلما بلغ ذلك بطليموس ملك مصر – وهو الذى أسس مكتبةً ( الإسكندرية ) ، وأراد أن يجمع فيها كل مؤلفات الكُـتـَّاب ، فلما علم بنبأ هذه النبوءات ، طلب من هيرودس الذى كان ملكاً على اليهودية ، أن يرسل له هذه الكتب ، فأرسلها له بلغتها العبرية . وإذ لم يكن أحد فى مصر مـُلماً بالعبرية ، طلب بطليموس من هيرودس أن يرسل له علماء لترجمة هذه الكتب ، فأنجزوا هذه الترجمة . وهى موجودة فى مصر وبين أيدى جميع اليهود )) المرجع : الدفاع الأول ليوستينوس – فقرة 31 .


(( ثالثاً )) اليهود حرّفوا النبوءات عن المسيح :-


+++ بعد إنتشار البشارة بالمسيح ، وإيمان الكثيرين ، بسبب تطابق النبوءات فى العهد القديم مع كل الأحداث التى مرَّ بها ربنا يسوع المسيح ، إنقلب اليهود على الترجمة السبعينية التى كانوا - لأجيال كثيرة -يعتبرونها مقدسة ومعمولة بمعجزة وبوحى من الله ( كما سبق بيان ذلك ) ، وإدَّعوا بأن بها أخطاء وأنها غير دقيقة ، للتغطية على تحريفاتهم التى بها شوَّهوا النبوءات ، وذلك من أجل مقاومة إنتشار الإيمان بأن يسوع هوالمسيح ، بسبب النبوءات الصريحة الواضحة عنه ، والتى تحققت فيه وحده .

+++ وقد إعترض المسيحيون الأوائل على إرتكاب اليهود للتحريفات فى النبوءات ، وبرهنوا على أن قيام اليهود بهذه التحريفات لم يكن بسبب خطأ فى الترجمة السبعينية ، بل بسبب محاولة اليهود مقاومة الحق المعلن فيها . 


+++ ومن شهادات الذين عاصروا هذه التحريفات ، ما يلى :-

((( 1 ))) شهادة الفيلسوف الشهيد يوستينوس ، على تحريف اليهود للنبوءات ، لأنها تشهد أن يسوع هو المسيح : فقد وبَّخ الفيلسوف اليهودى تريفو - فى حواره معه - مبرهناً على تحريف اليهود للنبوءات ، ومبرهناً على كذب إدعائهم بغلط الترجمة السبعينية ،إذ قال له : - (( إنى لا أثق بمعلميكم ، الذين يعتبرون أن الترجمة - التى قام بها السبعون شيخاً ، لدى بطليموس ملك مصر - أنها غيرصحيحة ، ويحاولون أن يقوموا بترجمة تخصـّـهم .++ فهناك نصوص كثيرة ، شطبوها كاملة ، من الترجمة التى عملها الشيوخ لبطليموس .++ لأنها كانت تبيــِّن وتعلن بوضوح أن يسوع - هذا الذى صُلب - كان إلهاً وإنساناً ، وأنه عـُلِق على الصليب ، ومات .+++ يجب أن تعلموا هذا .+++ إنى أعلم ، أن الذين من ملتكم ، ينكرون كل هذه النصوص ، ولذلك فإنى لا أهتم بأن أجادل فيها ، بل سأجادل بالتى تعترفون بها .+++ فإنَّ كل النصوص التى أوردتها ، توافقون عليها ، ما عدا الآية : " هوذا العذراء تحبل ... " ، فإنكم تزعمون أنه – بالعكس – قيل : " هوذا الفتاة تحبل ... " .+++ وقد وعدتك بأن أبرهن على أن النبوءة لا تخص حزقيا – كما علـَّموكم – بل مسيحنا ، والآن ، سأقوم بهذا البرهان .+++ فقال تريفون : نــُفضـِّـل بأن تسرد لنا ، أولاً ، بعض النصوص التى قلت أنها حــُذفت تماماً .+++ قلت له : سأعمل بما يطيب لك .+++ فمن التفسير الذى أعطاه عزرا ، فى شريعة الفصح ، حذفوا هذا النص : " قال عزرا للشعب ، هذا هو مخلصنا وملجأنا ، فإذا فكرتم وأثارت هذه الفكرة قلبكم : إننا سنذله على الصليب وبعد ذلك سنترجاه ، فهذا المكان لن يكون قفراً للأبد -- يقول رب القوات -- ولكن إن لم تؤمنوا به ، ولم تستمعوا إلى رسالته ، فستكونون هزء الأمم " .+++ ومن أقوال أرميا ، حذفوا هذا النص : " وكنت أنا كحملٍ أليفٍ يُساق إلى الذبح ، ولم أعلم أنهم فكروا علىَّ أفكاراً ، أن لنلقِ خشباً فى طعامه ( فى اليونانى والقبطى : فى خبزه ) ، ولنقطعه من أرض الأحياء ، ولا يُذكر إسمه من بعد " ( أر11: 19 ).++ إن هذا المقطع المأخوذ من كلام أرميا ، مكتوب إلى اليوم فى بعض مخطوطات محفوظة فى مجامع اليهود ، لأنهم لم يحذفوه إلاَّ من زمن قريب .+++ عندئذ ، نبرهن -- بحسب هذا الكلام -- أن اليهود تشاوروا فيما بينهم ، على المسيح نفسه ، وقرروا أن يصلبوه ويقتلوه ، ونبين -- بحسب نبوءة أشعياء -- أنه : " سيق كحمل ليـُذبَح " ، ويظهر من هذا المقطع : كحمل برئ ، حينئذ تأخذهم الحيرة ، ويلجأون إلى التجديف . ++++++ ومن أقوال أرميا النبى نفسه ، حذفوا هذا النص : " إن الرب الإله ، قدوس إسرائيل ، ذكر أمواته ، الذين يرقدون فى تراب القبر ، فنزل إليهم ، ليعلن لهم بشرى خلاصهم " . +++ ومن المزمور 95 ، فى أقوال داود ، حذفوا هذه العبارة الموجزة : " من أعلى الخشبة " . ++ فقد قيل : " نادوا فى الأمم : الرب قد ملك من أعلى الخشبة " ( ملحوظة : هذه العبارة ما تزال فى النص القبطى حتى الآن ) ، فتركوا منها فقط : " نادوا فى الأمم : الرب قد ملك " .+ ولكن ، بين الأمم لم يـُقال لأى واحد من رجال ملتكم ، أبداً ، كما يُقال عن ربٍ وعن إلهٍ ، أنه : " ملك "، إلاَّ لهذا الوحيد المصلوب ، الذى قال عنه الروح القدس – فى المزمور نفسه – أنه خلص وقام من الموت ، معلناً أنه ليس مشابهاً لآلهة الأمم ، لأن هؤلاء هم صُورٌ للشياطين . + ولكى تفهموا ما يقول ، سأقرأ عليكم المزمور( 95 ) بكامله ، ها هو :- [ رنــِّموا للرب ترنيماً جديداً ، رنـِّموا للرب يا جميع الأرض ، رنــِّموا للرب ، باركوا إسمه ، بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه ، حدِّثوا فى الأمم بمجده ، فى جميع الشعوب بمعجزاته ، لأن الرب عظيم وكثير الحمد ، مرهوب فوق جميع الآلهة ، لأن جميع آلهة الشعوب شياطين .الرب هو صنع السموات . الجلال والبهاء أمامه ، العزة والمجد فى مقدسه .قدِّموا للرب يا قبائل الشعوب ، قدموا للرب مجداً وعزة ، إحملوا تـَـقدُمَة ، وتعالوا إلى دياره ، إعبدوا الرب فى باحاته المقدسة ، لترتعد بين يديه الأرض بأسرها . نادوا فى الأمم : الرب قد ملك من أعلى الخشبة ، لقد ثبــَّت الكون فلن يحيد ، يدين الشعوب بالإنصاف . لتفرح السموات وتبتهج الأرض ، وليقصف البحر وما فيه ، لتبتهج الحقول وما فيها ، حينئذ ترنــِّم جميع أشجار الغاب ، لدىَ وجه الرب ، لأنه آتٍ ليدين الأرض ، سيدين المسكونة بالعدل والشعوب بالإنصاف ] .++++ فإستطرد تريفون : إذا كان الرؤساء – كما قلت – قد حذفوا شيئاً من الكتب المقدسة ، فالله يستطيع معرفته ، ولكن يبدو ذلك غير قابل للتصديق . ++++ قلت : نعم ذلك يبدو غير قابل للتصديق ، لأن هذا أمر أفظع من صــُنع عـِجلٍ من ذهبٍ ، كما فعل أولئك الذين شبعوا من المنّ ، الذى جمعوه من على الأرض ، وأفظع من تقديم أطفالٍ للذبح ، وأفظع من قتل الأنبياء أنفسهم .+++ ويظهر لى ، أنكم لم تسمعوا بأنهم شوَّهوا الكتب المقدسة ، التى نحن بصددها .+++ ولكن ، لكى أبرهن عمــًّا نتجادل فيه ، فإن النصوص التى أوردتها -- مع التى سأستشهد بها – هى كافية ، وهى التى لا تزال محفوظة عندكم . +++ قال تريفون : نعرف أنك سردتها بناءً على طلبنا ، أما المزمور الذى رويته أخيراً ، من كلام داود ، فيبدو لى أنه لم يـُقال عن شخصٍ آخر غير الآب خالق السموات والأرض . ولكنك أثبت أنه قيل فى هذا الرجل المتألم ، الذى – حسب محاولات براهينك – يكون هو المسيح . ++++ أجبتُ : أرجوكم أن تفكروا -- فيما أنا أكلمكم -- فى العبارة التى تكلم بها الروح القدس ، فى هذا المزمور ، لكى تعترفوا أنى لا أقول أشياءً كاذبة ، وأنكم لستم مخدوعين . يمكنكم – عندما تعودون إلى بيوتكم – أن تفهموا أشياءً كثيرة من أقوال الروح القدس :- " رنموا للرب ترنيماً جديداً ، رنموا للرب يا جميع الأرض ، رنموا للرب ، باركوا إسمه ، بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه ، حدِّثوا فى الأمم بمعجزاته " ( مز95: 1- 3 )++ فإن الروح القدس يأمر بالترنيم دائماً ، وبأن نغنى لله أبى الكون ، لجميع الذين يكونون قد عرفوا هذا السر الخلاصى ، فى الأرض كلها . أعنى ألآم المسيح التى بواسطتها قد خلَّصهم ، عندما يعترفون بأنه جزيل بالحمد ، مرهوب ، وأنه هو الذى صنع السماء والأرض ، والخلاص لجميع البشر ، وأنه هو الذى مات مصلوباً ، وبأن الآب قرَّر أن يملكه كل الأرض .+++ وكذلك ........... ( بقية النص الذى يوضح مواضع تحريف اليهود لنص العهد القديم ، مبتور من هنا ) - حوار يوستينوس مع تريفو اليهودى ، فقرات 71 – 73 .

+++++ وفى موضع آخر من هذا الحوار ، وعن تحريفهم للآية : أش7: 14 ، قال يوستينوس لتريفو :-
(( فالمولود الذى تكلم عنه أشعياء ، إن لم يكن سيولد من : " عذراء " ( لأن اليهود حرَّفوها إلى : فتاة ) فلماذا إذن يقول الروح : [ يعطيكم السيد نفسه : " آية " : ها العذراء تحبل وتلد إبناً ] ( أش 7 : 14 ) ، فإن كان هذا المولود سيولد نتيجةً للتزاوج البشرى العادى ، مثلما مثلما يحدث مع كل الأبكار ( الفتيات ) ، فلماذا قال الله أنه نفسه سيعطينا : " آية " ،بمعنى أنها شيئ غير عادى بين الأبكار ( الفتيات ) . +++ فما هى هذه : " الآية " التى يعطيها كسبب ثقة للجنس البشرى ؟ إلاَّ بأنه تجسد ووُلد من بطن عذراء ( أى : تجسد معجزى وولادة معجزية ، مع إستمرار كونها عذراء ) ، ولكنكم تتجاسرون على أن تشوّهوا الترجمة التى أعطاها شيوخكم لبطليموس ملك مصر ( أى أنها ترجمة متميزة وعظيمة الشأن ، تمت بواسطة أشخاص معتبرين ، وقُدِّمت لملك مشهور بالتدقيق ) ، فتدَّعون أن الكتاب لا يحتوى على ترجمتهم بل إنه قيل : هوذا فتاة تحبل وتلد !! . فهل شيئاً كهذا -- أى إنجاب إمرأة من مجامعة بشرية – يمكن أن يكون : " آية " !!!!!! ، أليس هو الأمر الذى تفعله كل النساء ، بما فيهنَّ العواقر إذا شاء الله أن يلدن !!! . +++ فلا تتجاسروا على تحريف نبوءات الله أو الإساءة إلى ترجمتها )) حوار يوستينوس مع تريفو – فقرة83 و 84 .




+++ وفى موضع آخر ، يوضح يوستينوس كيف أن المزمور 109 ( بحسب الترتيب الأصلى ، السبعينى ) ، لا يمكن أن ينطبق إلاَّ على يسوع المسيح ، فيقول لتريفو :- (( إن معلميكم تجاسروا وفسروه (المزمور 109) على أنه منسوب إلى حزقيا ، ولكنه من الواضح أنه لم يُقال عن حزقيا ، فإليك النص : [ قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ... من البطن ولدتك قبل كوكب الصبح ، أقسم الرب ولن يندم أنك أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ( طقس أو نظام ) ملكى صادق ] مز 109 : 1- 4 ، فإن حزقيا لم يكن كاهناً إلى الأبد على رتبة ملكى صادق ( أى على نظامه الكهنوتى ، الذى بالخبز والخمر ، وليس بذبائح دموية ، كما أنه كان بغير ختان ، ولم يكن من نسل هارون . إلخ ) ، ومن ذا الذى لا يعترف بذلك !!!!! . ++ كما أن :" من البطن ولدتك قبل كوكب الصبح " ، هى موَّجهة للمسيح كما سبق وأوضحنا )) الحوار 83 .
+++ ملحوظة : كان يوستينوس قد شرح أن : " قبل كوكب الصبح " ، تعنى قبل خلق الشمس والقمر ، وذلك فى الفقرة 76 من الحوار مع تريفو ، كما تجدر الإشارة إلى أن القديس أثناسيوس قد فسر هذه الآية بأنها تعنى الميلاد الأزلى من الآب ، الذى قبل ميلاده الزمنى من العذراء (المقالة الرابعة ضد الآريوسيين فقرة 28 ) ، وفى الحالتين ، فإن ذلك يؤكد على صحة هذه الآية كما هى فى السبعينية ، مما يفضح تحريف اليهود لهذه الآية ، فإنهم قد شوَّهوها -- مثلما يقول دائماً يوستينوس – لكى يتخلصوا من إشارتها للمسيح .

++++ كما أن الشهيد الفيلسوف يوستينوس يستشهد بالكثير من النبوءات ، فى خلال حواره مع الفيلسوف تريفو اليهودى ، وكلها تتطابق مع السبعينية ، ولم يكن تريفو يعترض على صحتها ، مما يوضح أن اليهود حتى ذلك الزمن لم يكونوا قد حرَّفوها بعد . ومن تلك الآيات :-

( 1 ) [ كشاة سيق إلى الذبح ، وكحملٍ( حرَّفها اليهود إلى : نعجة ) صامت أمام الذين يجزَّونه ، لم يفتح فاه ، من الضيق أُخذ ، ومن يصف مولده ، إنه قد إنقطع من أرض الأحياء ، ولأجل معصية شعبى أصابته الضربة ، فمنح المنافقين بقبره والأغنياء بموته ] أش 53 : 7 – 9 . ( الحوار 13 + الدفاع الأول ليوستينوس فقرات 50 و51 )
( 2 ) [ وأنتِ يا بيت لحم ، لستِ الصغيرة بين رؤساء يهوذا ، لأنه منكِ يخرج الرئيس راعى شعبى ] ميخا 5: 2 ، ويتطابق تماماً مع متى 2: 6 . ( الدفاع الأول ليوستينوس 34 ).
( 3 ) [ بنو إسرائيل غلف القلوب ، أما الأمم فغلف الجسد ] أر 9 : 26 .
( 4 ) [ ها أنا مسيِّر أمامك ملاكاً ( أو رسولاً ) .. فإنه لن يتخلَّى عنك لأن إسمى فيه ] حز23: 20و 21 . ويفسرها يوستينوس بأن الرسول المقصود هو يشوع إبن نون ، وأن إسم الله فيه تعنى أنه يحمل نفس إسم يسوع المسيح ، لأن يشوع هى نفسها يسوع . ( الحوار 75 ) .
( 5 ) [ من قبل أن كانت الأرض وُلدتُ ، حين لم تكن الغمار والينابيع الغزيرة المياه ، قبل أن أقرَّت الجبال وقبل التلال وُلدتُ ] أم 8: 24و 25 . ( الحوار 61 ).
( 6 ) [ أُعلنت لمن لم يسألوا عنى ، ووجدتُ من الذين لم يطلبونى ] أش65 :1 ، وهى تتطابق مع : رو10: 20 . ( الدفاع الأول 49)
( 7 ) [ من وجه الشر ضُمَّ الصديق ، ويكون مثواه فى سلام ، إرتفع من بين البشر ] أش57: 1 و 2 . ( الدفاع الأول 48)
( 8 ) [ كل آلهة الأمم شياطين ] مز 95: 5 . ( الحوار 79 و 83).
( 9 ) [ إرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وإرتفعى أيتها المداخل الدهرية ، فيدخل ملك المجد ] مز23: 7 . ( الحوار85 ) .
( 10 ) [ إلهى فى النهار أدعو فلا تستجيب ، وفى الليل ، ولم يكن ذلك عن جهل منى ] مز21: 2 . ( الحوار98 ).
( 11 ) [ يخرج كوكب من أصل يسىَّ وتنمو زهرة من جذر يسىَّ ، وتترجَّى الأمم ذراعه ] أش 11 : 1 – الدفاع الأول ليوستينوس 32 . ويفسرها بأنه هو المسيح الذى وُلدَ من العذراء . ومعنى هذه الآية يتطابق معه اللحن : " الله هو نور ... النور أشرق من مريم " ( إسبسمس آدام للأحد الكيهكى الرابع )
( 12 ) [ ويل لنفوسهم لأنهم يجزون شراً لأنفسهم بقولهم : لنوثق الصديق لأنه يضايقنا ] أش 3 : 9و 10 – حوار يوستينوس فقرة 136 = ومذكورة بنفس نصها الصحيح السبعينى أيضاً ، فى : تاريخ الكنيسة ليوسابيوس ك2 ف 23 فقرة 15 . ويقول يوستينوس – فى الفقرة المذكورة 136 – أن اليهود حرفوها إلى : " لنقبض على الصديق لأنه يؤذينا " ، ويبدو أن اليهود لم يستقروا عند وضع محدد فى تعديلات تشويهاتهم للنبوءات ، ليطمسوا الحقيقة .
( 13 ) كما أود الشهيد يوستينوس الآية :- [ حضر المشترع وأنتم لم تعرفونه ] ، ولكنى لم أوفق فى إيجاد الشاهد الخاص بها . ولكنها تتشابه مع نبوءة أخرى ، من السبعينية أيضاً ، أوردها القديس البابا أثناسيوس فى رسالته الثانية عن الروح القدس ، بالفقرة الرابعة منها ، وهى : [... لك يسجدون لأن الله فيك لأنك إله إسرائيل ونحن لم نعرفك ] أش45 : 14 و 15 .
+ كما أن النبوءة التى أوردها يوستينوس تتشابه مع نبوءة أخرى ، بحسب نصها السبعينى والقبطى ، وهى : [ رؤساء شعبى لم يعرفونى ، هم بنون حمقى ...] أر 4: 22 .



((( 2 ))) شهادة القديس إيريناوس ( تلميذ تلميذ يوحنا الرسول )عن تحريف اليهود :-

+++ إذ قال :- ((إن الله بالحقيقة تأنس ، الرب نفسه خلصنا ، معطياً آية : " العذراء " ( أش7: 14 ) ، وليس كما يدعى البعض الذين يتجرأون الآن على ترجمة الكتاب هكذا : " هوذا شابة تحبل وتلد إبناً " ، مثلما يترجمها ثيودوتيون الأفسسى وأكيلا البنطى ، وهما من شيوخ اليهود ، كما يتبعهما الأبيونيون الذين يقولون أنه وُلد من يوسف )) تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى - ك5 ف8 فقرة 10 .

++++ ومؤلف هذا الكتاب ( تاريخ الكنيسة ) ، الذى أورد شهادات القديس إيريناوس عن صحة الترجمة السبعينية وعن قيام اليهود فى زمانه بتحريف النبوءات ، هو يوسابيوس القيصرى المؤرخ ، وهو أخلص المدافعين عن أوريجانوس ، فى كل كتاباته ، حتى أنه ألف كتاباً مخصوصاً للدفاع عن أوريجانوس .
++ ومع كل ذلك ، فإنه - فى نفس كتابه تاريخ الكنيسة - يعترف بأن أوريجانوس قد إتبع ترجمات هؤلاء الذين سبق القديس إيريناوس وحذَّر منهم ، وهم ثيودوتيون وأكيلا اليهوديان ، وكذلك الأبيونيين الذين تبعوهما .


+++ فقد ذكر يوسابيوس عن أوريجانوس ، أنه : ((( حصل على نسخة من الأسفار العبرانية التى كانت فى أيدى اليهود ( أى فى زمن أوريجانوس ، وهو زمن تالٍ ، بفترة كبيرة جداً ، لزمن إيريناوس ويوستينوس ، الذين حذرا من تحريف اليهود للنسخ العبرية واليونانية معاً ، كما سبق ورأينا ) ، ودرس ترجمات أخرى للأسفار المقدسة غير الترجمة السبعينية .... قام بها أكيلا وسيماخوس وثيودوتيون ... وإذ جمع كل هذه ، قسَّمها إلى أقسام ووضعها مقابل بعض مع النص العبرى نفسه ، وهكذا ترك لنا ما يُسمى بالسداسية ، ،ثم رتَّب أيضاً نسخة مستقلة متضمنة ترجمات أكيلا وسيماخوس وثيودوتيون مع الترجمة السبعينية ، فى المجلد المسمى بالرباعى ))) تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى - ك6 ف16 فقرات 1-4 .

++++ إذن ، فبشهادة يوسابيوس ، تلميذ أوريجانوس المخلص ، فإن أوريجانوس قد إتبع تحريفات اليهوديان أكيلا وثيودوتيون ، الذين سبق إيريناوس وحذَّر منهما بالإسم ، كما أن صاحب النسخة الثالثة - سيماخوس – هو من الأبيونيون الذين حذَّر القديس إيريناوس منهم ومن أنهم تبعوا المحرفين .
++ ويوسابيوس نفسه شهد بأن سيماخوس كان أبيونياً ، إذ قال : ((( سيماخوس كان أبيونياً ، وبدعة الأبيونيين تقول أن المسيح كان إبن يوسف من مريم ... كما تصر هذه البدعة على حفظ الناموس بطريقة يهودية . ولا تزال بين أيدينا تفاسير لسيماخوس ، يدعم فيها هذه البدعة ويهاجم إنجيل متى ، وذكر أوريجانوس أنه حصل على هذه التفاسير لسيماخوس ، من فتاة تُدعى جوليانا ، يقول عنها أنها أخذت هذه الكتب من سيماخوس نفسه بطريق الميراث ))) تاريخ الكنيسة - يوسابيوس - ك6 ف17 .